التاريخ : 2017-10-31
باولينيو يحوّل سخرية برشلونة إلى مديح وثناء
اللعب لمصلحة فريق كبير مثل برشلونة، وسماع الجمهور يتغنى باسمك في ملعب مثل 'كامب نو'، أمر لا يحدث بسهولة، إلا أن لعب الوسط البرازيلي باولينيو يستمتع بهذه الميزات في كل مباراة منذ بداية الموسم الحالي، رغم أن أحدا لم يتوقع حدوث ذلك.
في المباراة الأخيرة لبرشلونة بالدوري المحلي أمام ملقة يوم السبت، دخل باولينيو أرض الملعب لمنح سيرجيو بوسكيتس بعض الراحة، فسجل هدفا عزز فيه تقدم فريقه الذي خرج فائزا، وتردد اسم اللاعب البرازيلي على ألسنة المشجعين طويلا وحتى نهاية اللقاء.
هذا الأمر يتمنى باولينيو استمراره عندما يلعب برشلونة بضيافة أولمبياكوس اليوناني مساء اليوم في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الرابعة بالدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث يتطلع الفريق الكاتالوني لتحقيق فوز جديد، يؤمّن له تأهلا مبكرا إلى الدور ثمن النهائي، عن مجموعة تضم أيضا كل من يوفنتوس الإيطالي وسبورتنغ لشبونة البرتغالي.
شتان بين اليوم والأمس، فقد انتقل باولينيو إلى برشلونة قادما من غوانغزهو إيفرغراند الصيني مقابل 40 مليون يورو، وسط انتقادات حادة لإدارة النادي التي كانت على وشك التخلي عن نجمه البرازيلي نيمار لصالح باريس سان جيرمان، فقد اعتقد أنصار الفريق أن التعاقد مع لاعب في الدوري الصيني بهذا المبلغ الضخم، لا يلبي أبدا طموحات الفريق ولا يتناسب مع تاريخه وعراقته وإنجازاته، خصوصا وأن اللاعب خاض تجربة سيئة للغاية مع توتنهام بالدوري الإنجليزي الممتاز.
عبارات السخرية انهالت على الصفقة باعتبارها فاشلة بكل المقاييس، قبل منح اللاعب فرصة للتعبير عن نفسه على أرض الملعب، واعتبر البعض أن باولينيو يقل مستوى عن أسوأ لاعبي الفريق، لكن سرعان ما بلع هؤلاء ألسنتهم، عندما تابعوا اللاعب يقدم أداء واثقا في المباريات التي شارك فيها.
عبارات السخرية تحوّل إلى مديح وثناء خلال شهرين فقط، ويكفي أن نعلم أن اللاعب البرازيلي سجل في الدوري 3 أهداف، وهو العدد نفسه الذي أحرزه المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز، علما بأن لاعب الوسط دائما ما يدخل في الشوط الثاني، ليحدث انقلابا جذريا على أداء الفريق الكاتالوني.
أصبح باولينيو نجما شعبيا في برشلونة، رغم أن الأنظار كانت موجّهة في البداية نحو الوافد الجديد، الفرنسي عثمان ديمبيلي، إلا أن إصابة الأخير في وقت مبكر من الموسم، نقلت انتباه الجمهور إلى اللاعب البرازيلي.
مسيرة اللاعب البالغ من العمر 29 عاما لافتة للانتباه، فقد انطلق مشواره الاحترافي في ليتوانيا قبل أن يشد الرحال إلى بولندا، ثم عاد إلى البرازيل، وتألق على وجه الخصوص مع كورنثيانز الذي فاز معه بكأس ليبرتادوريس العام 2012، قبل أن يظفر بكأس العالم للأندية في العام ذاته.
هذا التألق منح باولينيو فرصة الانتقال إلى الدوري الإنجليزي مع الممتاز، حيث وقع عقدا انتقل بموجبه إلى توتنهام مقابل 17 مليون جنيه استرليني، بيد أنه فشل في التأقلم على أجواء الكرة الإنجليزية، فلم يدم بقاؤه هناك سوى موسم ونصف، قبل أن يختار التوجه إلى الصين واللعب في صفوف غوانغزهو إيفرغراند بقيادة مدربه السابق في المنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، وساهم ابتعاده عن الأضواء في استعادته لمستواه، ليحرز مع الفريق لقب دوري أبطال آسيا العام 2015.
ويسعى باولينيو لمواصلة تالقه هذا الموسم، من أجل حجز مكان له في تشكيلة المنتخب البرازيلي المشارك في نهائيات كأس العالم 2018 الصيف المقبل في روسيا، وهو الذي لعب 8 مباريات دولية ها العام، أحرز خلالها 5 أهداف.
عدد المشاهدات : [ 1341 ]
